البَحرين مَملكةٌ عربيّةٌ تَقع جنوب غرب قارّة آسيا في الخليج العربيّ إلى الشّمال من قََطَر، والشّرقِ من السّعوديّة، وهي عِبارةٌ عن مجموعةٍ من الجُزُر؛ عددها ثلاثٌ وثلاثون جزيرةً، وتُعدّ أصغرَ الدّول العربيّة مساحَةً. يَسود البحرين مناخٌ صَحراويٌّ؛ ويَرجعُ ذلك إلى قُربها من خطّ الاستواء.
فَعاليّات الاحتفالِ باليَوم الوَطنيّ البَحرينيّفي اليوم ِالسّادسِ عشر من شهرِ ديسمبر من كلِّ عامٍ، تَحتَفلُ مَملكةُ البَحرين بالعِيدِ الوَطنيِّ، وذِكرى تَولّي جلالةَ المَلِك لمَقاليدِ الحُكمِ؛ حيثُ يتمُّ تَزيينُ الأبنيَةِ الرّسميّةِ بالأَعلامِ ومَظاهرِ الزّينَةِ المُختلفةِ، فتظهر العَاصمةُ كعروسٍ بأجملِ حُلّةٍ لها، ويُقامُ بهذه المُناسَبَةِ احتفالٌ رسميٌّ عامٌّ برعاية الَملكِ حَمَد بن عيسى.
عندَ وصولِ المَلكِ إلى مَقَرِّ الاحتِفالِ، وبرفقتِه رئيسُ الوزراءِ وأصحابُ السُموِّ الأُمراء تُطلِقُ المَدفعيّةُ البَحرينيّةُ واحداً وعشرين طلقةً؛ تحيّةً للمَلكِ، ثُمّ يَتوجّهُ المَلكُ إلى مِنصّةِ الشّرَفِ المَلكيِّ؛ فتَعزِفُ الفِرَقُ الموسيقيّةُ السّلامَ المَلكيَّ البَحرينيّ، ويجلسُ المَلكُ في المِنَصّةِ الخاصّةِ به. يَلِي ذلك تِلاوةَ آياتٍ من القرآنِ الكريمِ؛ إيذاناً ببدايةِ فِقراتِ الاحتفالِ، فيُلقي راعي الاحتفالِ كلمةً مُوَجّهةً للشّعبِ البَحرينيّ؛ يَشكرُهُ على تعاوُنِهِ وعلى الإنجازاتِ الكَبيرةِ التي حقّقها هذا الشعبُ، مُستَذكِراً رجالاً ضحّوا بأرواحِهِم في سبيلِ بلادِهم، كما يوزّع المَلكُ الأوسمةِ والجوائزَ على نخبةٍ من أبناءِ الوطنِ الذين قدّموا إسهاماتٍ مُميّزةً لوطنهم.
يُصافِح الملكُ الحضورَ من شخصياتٍ وَطنيّةٍ، وكِبارِ المسؤولين، والسّفراءِ المُعتمَدين، ورجالِ الجمعيّات السّياسيّةِ، والاجتماعيّةِ، وغيرِهم من كبارِ الأعيانِ والنّوابِ، وتتخلّلُ الاحتفالَ كلماتٌ من كبارِ المُوظَفين؛ مُجَدِدين الوَلاءَ للوَطنِ والمَلكِ، كما يتمّ إلقاءُ بعضِ الأشعارِ الوَطنيّةِ التي تُمجّدُ القائدَ وتتغنّى بالإنجازاتِ التي تمّ تحقيقُها، وبالأمنِ والاستقرارِ الذي تعيشه البلادُ، ويتمُّ خلالَ الاحتفالِ افتتاحُ المعارضَ وعرضُ المسرحياتِ الشّعبيّةِ التي تُعبّرُ عن تاريخِ الشّعبِ البَحرينيّ وأصالتِه.
لا يَقتَصرُ الاحتفالُ بهذه المُناسبةِ على العاصمةِ، بل تُقام ُاحتفالاتٌ فرعيّةٌ في المحافظاتِ والمُؤسّساتِ الرّسميّة؛ يُعبّر فيها الحضورُ عن وَلائِهم للملكِ، وحُبِّهم لبلادِهم، وتُلقَى الأشعارُ الوَطنيّةُ التي تَحكي قصّةََ نجاحِ هذه الدّولةِ؛ باجتيازِ الصّعابِ والعَقَباتِ التي واجَهَتها في بدايةِ تأسيسِ الدّولةِ الحديثةِ، مُتَرحّمِين على أرواحِ الشّهداءِ الذين ذَهبوا فداءً للوطن.
يعني الاحتفالُ بهذه المُناسبةِ الوطنيّةِ الكثيرَ للشّعبِ البحرينيّ؛ فهو ليس مجرّدَ احتفالٍ فقط، بل هو يومٌ عزيزٌ على قلوبِ كلّ المُواطِنين؛ فتعُمُّ مظاهرُ الفرحِ أرجاءَ الوطنِ كافةً؛ في المُؤسّساتِ، والمَنازلِ، والمَصانعِ، والمَعاملِ، وبشكلٍ خاصٍ في المَدارسِ والجَامعاتِ؛ إذ تَحرصُ المَدارسُ الحكوميّةُ والجامعاتُ على إقامةِ الاحتفالات؛ لترسيخِ حُبّ الوطنِ في نُفوسِ الطلّاب، وتَعريفِهم بتضحيَاتِ الأجدادِ والجُهودِ التي قدّموها في سبيل رِفعةِ بلادِهم وتَقدّمِها؛ فيربطون التاريخ مع الحاضِرِ؛ ليستخلصوا النّتائجَ والعِبَرَ، ويتعلموا أنّ بناءَ الأوطانِ لا يأتي إلّا بالتّضحياتِ، والتّعبِ، والجُهدِ، وتعاونِ الجميعِ؛ فالاحتفالُ بالمناسباتِ الوطنيّة يُجسّدُ الوحدَة الوَطنيّةَ بين أفرادِ الشّعب، ويُؤلّفُ قلوبَهم، ويُقرّبهم أكثر إلى وطنِهم.
المقالات المتعلقة بالعيد الوطني للبحرين